FACES FORUM
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة صك مشبوه

اذهب الى الأسفل 
+2
سراج1
faces
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
faces
.:: مؤسس المنتدى::.
.:: مؤسس المنتدى::.
faces


المشاركات : 80
نقاط : 190
التقييم : 2
تاريخ الانضمام : 13/01/2012

قصة صك مشبوه Empty
مُساهمةموضوع: قصة صك مشبوه   قصة صك مشبوه Emptyالسبت يناير 14, 2012 12:11 pm

صك مشبوه





قصة صك مشبوه 397840_10150464420180163_624885162_8870022_1502933937_n
المقدمة
لا تزالُ في ذاكرتي تِلكَ الأحداثُ الرهيبةُ التي انعقدتْ في مؤتمرِ صَكِّ
الشياطين... ولا تزالُ صُوَرهمْ في مُخَيِّلَتي مُجْتَمِعين... كأنهمْ
بنيانُ ظلمٍ وشِرْكٍ يقفُ مواجهاً شَرْعَ البارئ القهَّار... بعدَ أنْ
رموْني وراءَ القضبانِ هناكَ في زنزانةِ الظُّلْمِ... حَيثُ يقفُ
الظلامُ... هناكَ حيثُ تتفتحُ الجروحُ وتملأُ الدماءُ الزمانَ... هناكَ
حيثُ تَكثرُ الآهاتُ وينظرونَ إليَّ بقِمَّةِ التَّعالي والازْدِراءِ...
كنتُ هناكَ وَحْدي فَلمْ أجدْ حوْلي إلا نوراً واحداً واسَاني... نورُ
مالكِ الملكِ... نورُ الصَّبورِ القَهَّارِ... هُوَ نورُ اللهِ الرحيمِ...
فهذهِ معرَكتي معَ الطغاةِ في ميدانِ الحياةِ... معهمُ المالُ والجاهُ
والمعارفُ... وَمعيَ الله أرحمُ الراحمينَ.

صَكٌّ مَشْبوهٌ
الجزء الأول
ها هيَ الساعاتُ تَمضيْ، والصمتُ يسودُ المكانْ.. مصابيحُ الثريّاتِ تكادُ
تبكيْ، والجميعُ يَنظرونَ بصمتٍ واهتمامْ؛ ويكََأنَّ زمرةً منَ الشياطينِ
في دارِ الندوةِ تترأسُ هذا المؤتمرْ، يَنظرونَ ويتَلفَّتونَ وفيْ
عُيونِهمْ شوقٌ للانتصارْ، ويكتُبونَ معاهدةً هيَ أشبهُ بِحجارةٍ تُمزقُ
كلماتُها الطاغيةُ قلوبَ المظلومينَ الأبرياءْ، عادَ الزمنُ ليدورْ،
الأحداثُ ذاتُها... نَظَراتُ الظلمِ... التَّكبُّرُ... والتهشُّمُ... يعيدُ
نفسَهُ الآنْ!! إنَّها أحداثٌ جرتْ قبلَ 1430 عامًا، إنَّها أشبهُ بوثيقةِ
المقاطعةِ في شعبِ أبي طالبْ، ولكنَّ ضحيَّتَها اليومَ قلبيَ الضعيفْ،
الذي أحرقتْ دموعُهُ الصادقةُ تلكَ المعاهدةَ، أحرقَتْها بنيرانِ شوقِهِ
للحريةِ، ونسَفتْها بدمعِ الحنينْ... هذه كلماتُ قلبيْ، مشاعرُ قلبٍ ينـزفُ
قطراتٍ تتَرقرقُ عبرَ نافذةِ الزمنِ، وثقتيْ باللهِ مصدرُ طاقتي، فيُنادي
قلبيَ بأعلى صوتٍ من ألمٍ (أصحابُ الصّكِّ ليسوا إخوتيْ... أصحابُ الصّكِ
كلُّكم قاتِليْ... أصحابُ الصّكِّ ليسوا إخوتي.. أصحابُ الصّكِّ كُلُّكم
قاتِلي)، فهذهِ صدى كلماتي الّتي غنّتْ لَها براءةُ الأطفالِ، وغنَّتْها
الطبيعةُ تحتَ رذاذِ المطرِ، وعَزفَ أعذبَ الأنغامِ عزفَها بنايِ الحياةِ
القمرُ.
نعودُ ونحيا في زمنِ الجاهليةِ من جديدٍ، وأيُّ جاهليةٍ هذه؟!
جاهليةُ القرنِ الواحدِ والعشرينَ، من ظلمةِ مُتبجِّحينَ، يَسلبونَ حقَّ
المرأةِ في الحياةِ، وحقَّها في الحريةِ، وحقَّها في إبداءِ الرأيِ، وحقها
في الزواجِ.
أنا موءودةُ القرنِ الواحدِ والعشرينَ، وَلدتْني أمي حرةً،
فصيَّرونيْ عبدةً، وترعرتُ في أحضانِ والديَّ اللذينِ مَنحا ليَ الثقةَ
بالنفسِ والحريةِ والعطفِ والحنانِ، ومنْ ثمَّ جاءَ الطغاةُ فقيَّدوا
حريتيْ، وقطّعوا لديَّ غصونَ الأملِ في الحياةِ، وشاءتْ الأقدارُ أن أنفصلَ
عن زوجيَ الحبيبِ، فعشتُ أشدَّ وأصعبَ الأيامِ بعدَها، ولا أزالُ أذكرُ
دموعيَ في لحظاتٍ تحنُّ لها الصخورُ، فكنتُ أسامرُ النجومَ في جوفِ
الليالي، وأُحاكي القمرَ، ولكنَّني رأيتُ أنَّ الحياةَ تحتاجُ إلى الكثيرِ
الكثيرِ من الصبرِ والعملِ، فقررتُ أن أقفَ من جديدٍ، وأكابدُ الجروحَ،
فطالبتُ بحقيَ الشرعيِّ بالزواجِ، فلم ألقَ منهمْ سِوى اتِّهاميَ بالجنونِ
والمرضِ النفسيِّ وتهديديَ بالقتلِ، بعدَها قررتُ أن أشُقَّ طريقيَ وحيدةً
وسطَ المصاعبِ، بقلبٍ محترقٍ، يحملُ في طياتِه، الحزنَ الدفينَ، بعدَ أنْ
قاطعوني، وتركوني وحيدةً بلا مُساندٍ، فبحثتُ عمَّن يسانِدُني ويحميني من
ظلمِ أقربِ الناسِ إليّ، وعزمتُ على الزواجِ، وتزوجتُ على سنَّةِ اللهِ
ورسولهِ، فما كانَ منهم -عندما تأكدوا من الخبرِ- إلا أنْ قاموا بأحداثِ
مسرحيةِ الجهلِ العالميةِ، من ضربٍ، وشتمٍ، وهتكٍ للعرضِ، وانتهاكِ كرامةِ
الإنسانِ على مسمعِ ومرأى من بني البشرِ، فكانوا هم الأبطالُ وكنتُ أنا
الضحيةَ، فمسرحيةُ الجهلِ هذهِ لم ولن أنساها ما حييتُ، وبعدَها بدأتُ
أسمعُ همساتٍ منْ حولي، وأرى نظراتِ الشكِ والريبةِ تحيطُني من كلِّ جانبٍ،
داسوا على مشاعِري، وحطَّموا وُجداني، ولم يترُكوا لي أيَّ سبيلٍ من
سُبُلِ النجاةِ.
بعدَ ذلكَ وقعَ الحدثُ الأعظمُ -إنَّها حبكةُ
المسرحيةِ- وانعقدَ مؤتمرُ صكِّ الشياطينِ، وتباهَوا أنَّهم رجالٌ، وكما
يقولُ العليُّ العظيمُ في كتابهِ الكريمِ (ومَكروا مكرا كبَّارا)، وكتبوا
بقلمِ الظُّلمِ والاستبدادِ، وكانَ حبرُ القلمِ دَمي، وكانَ عُنوانُه (صكُّ
صلحٍ عشائريٍّ وتعهُّد)، فأيُّ صكٍّ هذا؟!، إنهُ صكٌّ مشبوهٌ، خطَّطَ لهُ
زعماءُ وكبارُ قبيلةُ الظلمِ، وحبَكتهُ وخطَّتْهُ بيديْها الثعالبُ
المكّارةُ، وأجمعوا على إلقائيَ بزنزانةِ النسيانِ، التي لا يُؤخَذُ بها
رأييْ، ولا يُسمعُ فيها صوتي، ولا تقفُ فيها دموعي، ولا يسكنُ فيها دمي،
تلكَ هيَ زنْزانةُ الظالمينَ، ويحسَبونَ أنَّهم قد خَرجوا منتصرينَ، فكتبوا
في صحيفةِ الظُّلمِ بُنودا خطَّتها الشياطينُ، بعيدا عن شرعِ اللهِ
الواحدِ القهارِ، وأيُّ بنودٍ هذهِ؟ ومن أيِّ دستورٍ أتتْ؟!
أمّا
البندُ الأولُ فيتضمنُ الآتي (الإجبارُ على تطليقي طلاقا تعسُّفيا؟؟!!)، لا
أدري ما أقولُ، فما الذنبُ الذي ارتكَبتْهُ يدايَ؟ أكلُّ هذا لأنني أخذتُ
حقا من حقوقي التي أقرَّها شرعُ اللهِ بعد عناءٍ وشدةٍ ومرارةٍ تعجزُ عن
وصفِها الحروفُ والكلماتُ؟ وجروحٌ وآهاتٌ لا يعلَمُها إلا الله؟
أما
البندُ الثاني فيُقرُّ (بأنْ يكونَ تَطليقيْ طلاقا تعسُّفيا لا رجعةَ
فيهِ)؟ فأنْزلونيْ بهذا منـزلةَ (اللعّان)، واللعانُ العقوبةُ التي
يُنـزِلها الشَّرْعُ بالزوجينِ عندما يشهدُ الرجلُ على زوجتهِ بالزنا وليسَ
معهُ شاهدٌ غير نفسهِ، فيحلفُ كلُّ واحدٍ منهما خمسةَ أيمانٍ، فتحلفُ
المرأةُ بأنها لم تزنِ، ويحلفُ الرجلُ بأنهُ شاهدها وهيَ تزني، فتكون
العقوبةُ منَ الشرعِ بأنْ يكونَ طلاقُهما طلاقاً لا رجعةَ فيهِ... وهل
يُباحُ أنْ يُؤخذَ بشرعٍ في الأرضِ يَتنافى مع شرع اللهِ؟ وأذكرُ أحدَهُم
وأنا أحاجِجُه بحقيَ في الحياةِ وأنَّ ما كتبوهُ في مُؤتمرِ صكِّ الشياطينِ
يتنافى مع شرعِ اللهِ الواحدِ القهارِ، فإذْ بهِ يرفعُ حذاءَهُ ويقولُ
بجهلٍ بلا حدودٍ: (إنْ كانَ شرعُ اللهِ هكذا .. فشرعُ اللهِ تحتَ حذائي)؟؟!
فيا لَها من كلماتٍ مؤلمةٍ تنبُعُ من قلبٍ مِلؤهُ القسوةُ، وعقلٌ متشبِّعٌ
بالجهلِ؟ وواحدٌ آخرُ منهمْ ولعلَّه أجهلَهم بكتابِ اللهِ وسنةِ رسولِهِ
صلى الله عليه وسلم فيقولُ بأعلى صوتهِ: (هذا زنا .. هذا زنا، زواجٌ باطلٌ
.. زواجٌ باطلٌ)؟؟! يا لَلهولِ يا لَلمصيبةِ، ألم يسمعْ قولَهُ تعالى:
(إنَّ الذينَ يرمونَ المُحصَناتِ الغافلاتِ المؤمناتِ لُعِنوا في الدنيا
والآخرةِ ولهُم عذابٌ عظيمٌ) "سورة النور23"، وقولَهُ تعالى: (فإذا بلغْنَ
أجلهُنَ فلا جُناحَ عليكُم فيما فعلنَ في أنفُسِهنَّ بالمعروفِ والله بما
تعملونَ خبيرٌ)"سورة البقرة234" وقوله تعالى(فإنْ خرجْنَ فلا جُناحَ عليكم
في ما فعلْنَ في أنفسِهنَّ من معروفٍ والله عزيزٌ حكيمٌ)"سورة البقرة240".
لا أدري ما أقولُ فتَعجزُ الكلماتُ عن وصفِ الآهاتِ والحَسراتِ، وحرارةِ العبَراتِ، وجراحَ القلوبِ.
وأما البندُ الثالثُ فيُقرونَ فيهِ (بأنَّنيْ وليةُ أمرِ نفسي "كوْني
ثيباً سبقَ ليَ الزواجُ"، وأنَّ زواجيَ هو زواجٌ شرعيٌ على سنةِ اللهِ
ورسولِه، لا يُخالفُ شَرعا ولا دينا ولا قانونا)؟؟! إلا أنَّهم يصرُّونَ
على تطليقيْ، وتعهَّدوا بالإنفاقِ عليَّ، وإعطائيْ حقوقيَ التي أقرَّها ليَ
الشرعُ، عندما أطالِبُهم بها، عَجبا لهذا الظُّلمِ والاستعبادِ، وسلبِ
الحقوقِ، وانتهاكِ الحُرماتِ، وتكبيلِ القلوبِ، وأسريَ في عالمٍ من الشبهةِ
والشكِّ والضياعِ، عجَبا فلمَ كلُّ هذا إذنْ؟؟!! ألمْ يخطُرْ ببالهِمْ
وقتَها قولَه تعالى (ويمكُرونَ ويمكُرُ الله والله خيرُ الماكرينَ)، وقوله
تعالى: (إنَّ الذينَ يُحِبّونَ أنْ تشيعَ الفاحشةُ في الذينَ آمنوا لهمْ
عذابٌ أليمٌ في الدنيا والآخرةِ والله يعلمُ وأنتمْ لا تعلمونَ) "سورة
النور19".
وأكثرُ ما يثيرُ في النفوسِ الدهشةَ والاستغرابَ، العبارةُ
التي ختمَ بها ذاك الصكُّ المشبوهُ (والله وليُّ الشاهدينَ)... أيُّ عقولٍ
هذهِ وأيُّ منطقٍ يرتكزُ إليهِ أولئكَ الطُّغاةُ المعتدينَ؟ فقدْ تجرَّؤوا
على اللهِ بعبارَتِهم هذهِ، لأنَّ الله عزَّ وجلَّ لا يشهدُ على ظلمِ
العبادِ، فوا أسفاهُ.. ويا حسرتاهُ.. ويا خيبتاهُ.. على رجالٍ يرتدونَ
البدلاتِ ولا يعرفونَ معنىً للرجولةِ!!
وبعد الانتهاء منْ كتابةِ
صكِّهم المشبوهِ قيَّدوهُ بأنهارٍ من دمي، ودموعٍ من مقلتيْ، ورمَوهُ في
غَيابة الجبِّ، لكي لا يراهُ أحدٌ، وليبقى قلبيَ أسيرَ النسيانِ، وبعدما
انقَضتْ هذه الساعاتُ عادَ كلُّ ظالمٍ فخورا بما أحرزهُ من ظلمٍ واستعبادٍ،
ليعودَ وينعمَ وسطَ الأهلِ والأحبابِ، ولأَبقى أنا وحيدةً مع صغاري، نعاني
ظَلاما داكنا، وشوقا للقاءِ السعادةِ.
ولم يُقْتصرُ ظلمُهم لي على
إلقائي في دوّامةِ الحزنِ الشديدِ، ومرارةِ الدموعِ الساهرةِ، وسهامِ
الاتهامِ التي تلاحقني في كلِّ مكانٍ.
هذا ما صنعتهُ أيدي الظالمينَ
مساءَ تلكَ الليلةِ الغاشمةِ، والتي كانتْ تُصادفُ 28/11/2010م، وليلتها
بقيتُ في زنزانتي أتساءلُ ما الذي يحدثُ وما الذي يجري؟ وفي اليومِ التالي
لكتابةِ صكِّهم المشبوهِ كانتْ صدمتي كبيرةٌ حينما أدركتُ أننّي أصبحتُ
طليقةً، وألقَوا بي من جديدٍ في جُحرٍ لا يعرفُ إلا الظلامَ، ولا أرى فيهِ
شمسَ الحريةِ...
بعدها جريتُ من جديدٍ أصرخُ بأعلى صوتي(حقوقي.. حقوقي)
فما من مجيبٍ، واختبأ الظلمَةُ في ذلكَ الجبِّ الذي ألقوا فيه صكَّ
الشياطينِ، فعشتُ مَرارا بَكتْ لقسوتهِ الحجارةُ، وأصبحتْ الصخورُ ترثي
وجودي، وتصدحُ الطيورُ بآهاتِ الأنينِ من حولي، فلم أتلفّظْ من وقتِها إلا
بعباراتٍ جليلةٍ (يا منتقم.. يا منتقم.. يا منتقم)، هي العبارةُ التي سكنتْ
فؤاديَ الجريحَ (يا منتقم.. إنَّ أصحابَ الصكِّ تقوَّوا على ضعفي.. فأرِني
قوَّتك فيهم وبمن والاهم، يا منتقم.. إنَّ أصحابَ الصكِّ تقوَّوا على
ضعفيْ.. فأرِني قوَّتكَ فيهم وبمنْ والاهم، يا منتقم.. إنَّ أصحابَ الصكِّ
تقوَّوا على ضعفي.. فأرِني قوَّتك فيهم وبمن والاهم.. بقدرتكَ يا عزيزُ يا
جبّار)، بعدها بدأتُ ألهثُ من شدَّةِ المآسي والمحنِ، واستعنتُ بالواحِدِ
القهارِ، ونهضتُ من جديدٍ، وصرختُ بكلِّ جرأةٍ (أريدُ الزواجَ.. أريدُ
الزواجَ.. أريدُ الزواجَ)،وذلكَ لحاجتي إلى من يحميني من ظلمِهم المعهودِ،
فعند سماعِهم صدى ندائي، قالوا بكلِّ استكبارٍ وقوةٍ (إنْ فعلت سنُصيِّرُها
أشلاءً)، ثم أعانني الكريمُ الذي يعلمُ ذلّي وضعفي، ويسمعُ مناجاةَ قلبٍ
يؤمنُ بالقدرِ والصبرِ على الابتلاءِ ،بأن أخوضَ من جديدٍ معرَكتي مع
الحياةِ... وشاءتْ الأقدارُ ولله الحمدُ بأن عُدتُ (لزوجي الأول) رُغمَ
أنفِ الطغاةِ...
وبدأتُ أحدِّثُ نفسي (هل يا تُرى سيكفِّرونَ عن
ظُلمِهم لي)؟، ولكنَّهم أصرّوا على الظلمِ وزادوا فيهِ طغيانا، ويكأنّ
صورةً واضحةً باتتْ تسكنُ مخيِّلتي، وهي صورةٌ تكرَّرتْ من جديد، يحملونَها
بكلِّ معانيها، ألا وهي نقضُ العهودِ والمواثيقِ.
ولكنّ هذهِ التجربةَ
صقلتْ في نفسي معانٍ كثيرةً، استيقنتُ أنهُ مهما اشتدَّ سوادُ الليلِ،
ستُشرقُ الشمسُ ولو طالَ الأمدُ، مهما اشتدَّ الظلامُ، يبقى بصيصُ نورٍ من ا
لأملِ يُزهرُ في كلِّ ربيعٍ، ليُعيدَ إليّ السعادةَ التي فقدتُها في تلكَ
الأيامِ، وما من ركعةٍ أركعُها، ولا سجدةٍ أسجُدُها إلا وناجيتُ إلهي
وخالقي (اللهمَّ إنَّك لا ترضى الظلمَ لعبادكَ.. اللهمَّ اقتصَّ لي ممنْ
ظَلمني وآذاني.. الّلهمَّ اقتصَّ لي ممن أذاعَ بيَ الفاحشةَ.. اللهمَ إنَّ
أصحابَ الصكِّ تقوَّوا على ضعفي.. فأرِني قوَّتكَ فيهم.. وبمنْ والاهم..
يا جبارُ يا منتقم)، أدعو وأنا مستيقنةٌ بالإجابةِ، ومتأكدةٌ أنَّ حقي
كاملا بإذنِ اللهِ، سوفَ يعودُ، وسيرتدُّ إليهم مكرُهم، عجبا ألم يعلموا
أنَّ دعوةَ المظلومِ ليسَ بينها وبينَ اللهِ حجابٌ، إنَّني أدعو الله
الجبارَ وأكافحُ صامدةً في وجهِ الأمواجِ العاتيةِ، ومازال العناءُ مستمرا
حتى الآن، ولكنْ ما يقوّيني هو الخالقُ العظيمُ، الذي وسعتْ رحمتُه كلَّ
شيءٍ، وأُدركُ أن الله أرحمُ بي منْ نفسي.
أجلسُ الآنَ وأكتبُ هذه
الكلماتِ، وقلبي لا يزالُ يعيشُ مرارةَ تلك اللحظاتِ، عند اجتماعِ أبي جهلٍ
وأبي لهبٍ وشيبةَ وعتبةَ وربيعةَ و .. و.. في ليلةِ الصكِّ الغادرةِ، تحتَ
ستارِ الشرفِ والغيرةِ والشهامةِ المزعومِ؟؟؟!.
وما زالَ قلبي يعيشُ
المرارَ بما فيهِ من مآسٍ وصعوباتٍ، ولكنَّني أعودُ لأقولَ من جديدٍ
(لابدَّ أن ينتصرَ الحقُّ على الظلمِ.. ولو طالَ الأمدُ).
وحدَّثْتْني
إحدى صديقاتي وقلبُها يعتصرُ من شدَّةِ الألمِ بأنَّها تريدُ الزواجَ بعدَ
وفاةِ زوجِها منذ ُعشرةِ سنواتٍ غيرَ أنَّ أهلَها يُصرّون على أنْ تبقى
وحيدةً تكابدُ مرارةَ العيشِ وتبكي وتقولُ )الله لا يسامحهمْ ...الله لا
يسامحهمْ...حرَموني حقي في الحياةِ.. واللهِ لأَطلبُ منَ اللهِ يومَ
القيامةِ أنْ يدخلَ أبي وإخواني إلى النارَ وخاصّةً أخي الشيخ)، وأنا على
يقينٍ بأنَّ هناكَ العديدُ العديدُ من النساءِ اللواتي قد أُسرنَ تحتَ ظلِّ
الرجولةِ الزائفةِ التي لم تعرفْ يوما معنى للإنسانيةِ ولم تحملْ في
طيّاتِها ذرَّةً من رحمةٍ، فلِمَ نعِيشُ جاهليةً سوداءَ في حقِّ المرأةِ؟
وَلِمَ نسوقُ بناتِنا وأخواتِنا لفعلِ الحرامِ ونَأبى لَهُنَّ شَرْعَ اللهِ
الذي لا تشوبهُ شائِبةً؟ أيُّ عقلٍ هذا؟ وأَيُّ منطقٍ هذا؟ وأَيُّ دينٍ
هذا؟ وأَيُّ رجولةٍ هذهِ؟.. إنّها رجولةٌ نكراءُ، وأَنا متيقنةٌ منْ أنَّ
كلَّ امرأةٍ ترغبُ بالزواجِ وهناكَ مَنْ يعارضُها مِنْ أبٍ أوْ أَخٍ أوْ
ابْنٍ ستكونُ عاقِبَتُهُمْ وخيمةً في الدنيا قبلَ الآخرةِ.
ولكنَّني
سأقفُ في وجهِ المصاعبِ، وسأصرخُ بأعلى صَوْتي لأمنعَ كلَّ من يمنعني
ويحولُ بيني وبينَ الوصولِ إلى حُقوقي سواءً كانتْ ماديةً أو معنويةً.

فهذهِ سطورٌ من الآلامِ التي عشتُها، وغيرُها الكثيرُ من الآهاتِ التي
تاللهِ لكادتْ تصيرُ الطفلَ كهلا ولصيرتِ الجبالَ رمادا، فما بالُ
قلبيَ...؟!
وأتَبَرَّأُ إليكَ إلهي وَخالقي ومولايَ مِنْ إخوةٍ
سُجِّلوا في أوراقٍ رسميةٍ أنهمْ إخوةٌ لي.. إِلهي أتبرأُ إليكَ مِنْ
أعمالِهُم الضالةِ التي لا تزالُ شباكُ حيلِهِم ومخططاتِهِم المشبوهةِ
تحيطُ بي مِنْ كُلِّ جانبٍ.. فَواللهِ لوْ أمضوا جميعاً أعمارَهمْ في
تبييضِ صحائفِهم السوداءِ وجبالِ ما افتعلوهُ، لما كَفَّروا عمّا صدرَ
منهُمْ تجاهي، وَلا تَزالُ أَفعالُهمْ الضالَّةُ تَسْلِبُني حقوقي.. غيرَ
أني أستعينُ بقوةٍ لا تغْلِبها قوةٌ.. أَلا وَهي قوةُ البارئِ القهّارِ..
قوةُ المنتقمِ الجبارِ.
وأحمدُ الله على لَمَّةِ الشَّمْلِ.. وأحمدُ
الله بأنْ حظيتُ بأخٍ لي مِنْ غيرِ صلبِ أبي لمْ تلدهُ أمّي.. أستعينُ بهِ
في شِدَّتي في هذا الزمنِ العصيبِ.. أخٍ يعرفُ معنى الإنسانيةِ والشهامةِ
والنخوةِ والغيرةِ في زمنٍ توسعتْ في أرجائهِ سماتُ الرجولةِ الزائفةِ..
وزَأرَتْ فيهِ ضباعٌ تلبسُ جلودَ الأسودِ.
وأُنهي جزئيَ الأولُ من
قصَّتي بدعائيَ (حسبيَ الله ونعمَ الوكيلُ.. هُوَ نعمَ المولى ونعمَ
النصيرُ.. اللهمَّ اثأرْ لِشرعِكَ.. اللهمّ اثأرْ لدينكَ.. اللهمّ أَرِهِمْ
عجائِبَ مكْرِكَ.. وَيمكُرونَ ويمْكُرُ الله والله خيرُ الماكرينَ)...
وإلى أنْ أكملَ كتابةَ الجزءِ الثاني من قصّتي "الذي لا تصدقه العقول"،
أستودِعُكم الله الذي لا تضيعُ ودائعُه.. ولا تنْسوْني من صالحِ دعائِكم..
أختكم الفقيرة إلى رحمة الله تعالى ..
والسلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://faces.ahlamontada.com
سراج1
.:: عضو جديد ::.
.:: عضو جديد ::.
سراج1


الجنس : ذكر
المشاركات : 37
نقاط : 50
التقييم : 2
تاريخ الميلاد : 19/11/1990
تاريخ الانضمام : 14/01/2012
العمر : 33

قصة صك مشبوه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة صك مشبوه   قصة صك مشبوه Emptyالسبت يناير 14, 2012 6:39 pm

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سراج1
.:: عضو جديد ::.
.:: عضو جديد ::.
سراج1


الجنس : ذكر
المشاركات : 37
نقاط : 50
التقييم : 2
تاريخ الميلاد : 19/11/1990
تاريخ الانضمام : 14/01/2012
العمر : 33

قصة صك مشبوه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة صك مشبوه   قصة صك مشبوه Emptyالسبت يناير 14, 2012 6:41 pm

مشكورررر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسيرة الصداقة
.:: عضو جديد ::.
.:: عضو جديد ::.
اسيرة الصداقة


الجنس : انثى
المشاركات : 13
نقاط : 13
التقييم : 2
تاريخ الميلاد : 29/12/1998
تاريخ الانضمام : 19/01/2012
العمر : 25

قصة صك مشبوه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة صك مشبوه   قصة صك مشبوه Emptyالخميس يناير 19, 2012 10:07 pm

جمييل يسلموو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسرين صفاء
.:: عضو جديد ::.
.:: عضو جديد ::.
نسرين صفاء


الجنس : انثى
المشاركات : 36
نقاط : 36
التقييم : 2
تاريخ الميلاد : 29/05/1998
تاريخ الانضمام : 16/01/2012
العمر : 25

قصة صك مشبوه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة صك مشبوه   قصة صك مشبوه Emptyالسبت يناير 21, 2012 3:02 pm

طوويلة بس حلوة


شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mike man
.:: عضو جديد ::.
.:: عضو جديد ::.
mike man


الجنس : ذكر
المشاركات : 23
نقاط : 25
التقييم : 2
تاريخ الميلاد : 18/12/1995
تاريخ الانضمام : 24/01/2012
العمر : 28

قصة صك مشبوه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة صك مشبوه   قصة صك مشبوه Emptyالثلاثاء يناير 24, 2012 2:59 pm

حلو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
faces
.:: مؤسس المنتدى::.
.:: مؤسس المنتدى::.
faces


المشاركات : 80
نقاط : 190
التقييم : 2
تاريخ الانضمام : 13/01/2012

قصة صك مشبوه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة صك مشبوه   قصة صك مشبوه Emptyالجمعة فبراير 03, 2012 5:45 pm

شكرا لمروركم الطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://faces.ahlamontada.com
HmoDEh
.:: مدير عام ::.
.:: مدير عام ::.
HmoDEh


الجنس : ذكر
المشاركات : 45
نقاط : 68
التقييم : 8
تاريخ الميلاد : 10/05/1997
تاريخ الانضمام : 13/01/2012
العمر : 27

قصة صك مشبوه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة صك مشبوه   قصة صك مشبوه Emptyالسبت فبراير 04, 2012 9:24 am


شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة صك مشبوه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة صك مشبوه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
FACES FORUM  :: المنتديات الأدبية :: قصص وروايات-
انتقل الى: